الرئيسيةأحدث الصورمركز الرفعالتسجيلدخول

Share
 

 المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
baconecdz
baconecdz


مدير المنتدى : خالد khaled
مدير المنتدى : خالد khaled


الجنس الجنس : ذكر
هوايتي : الرياضة
مسآهمآتے مسآهمآتے : 11444
التقييم التقييم : 368

المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية  Empty
مُساهمةموضوع: المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية    المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية  Emptyالخميس 30 أغسطس 2012 - 0:23

المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية



مقدّمة :
إنّ مادّةَ النّقد العربيّ القديم تُقسم إلى قسمين : قسمٌ نظريٌّ تقوم الدكتور (جهاد رضا ) بتدريسه , وهو يتحدّث عن تاريخ النّقد الأدبيّ عند العرب .
أمّا الدّكتور ( كبابة ) فسيتناول نصوصاً من النّقد العربيّ القديم , والغرض من ذلك أن نتعرّفَ على النّقد القديم من نصوصه التي كُتبَت , والتي تتمثّل بالنّقد العربيّ القديم , والنصوص النقديّة التي اختارها الدّكتور تعود إلى ما بعد القرن الثّاني , ومع بدايات القرن الثّالث الهجري , ولقد كان النّقد قبل هذه الفترة نقداً شفهيّاً , وهو عبارة عن نقدٍ جزئيٍّ تناثر في الكتب والمؤلّفات بمعنى أنّنا لسنا أمامَ عملٍ نقديٍّ متكامل .
ومن النّقاد الذين سنقوم بدراسة نصوصهم : ابن سلاّم الجمحي , الجاحظ , ابن حيّان التوحيديّ , عبد القاهر الجرجانيّ , علي بن عبد العزيز الجرجانيّ ( صاحب الوساطة ) .
بداية ً ونحن نتحدّث عن التحليل النّقدي لابدّ أن نشيرَ إلى أنّه يختلف عن التّحليل الأدبيّ , ونحن حتّى الآن لم نتناول نصّاً نقديّاً , فهذا أمرٌ جديد علينا , فكلّ ما درسناه في السّنوات السّابقة كان نصوصاً من الشّعر والأدب , أي في مجال التّحليل الأدبيّ .
إنّ النّقد يختلف عن الأدب , وكذلك النصّ النّقدي يختلف عن النّص الأدبيّ .
سؤال : ما هو النّص الأدبيّ ؟ وما هو النصّ النّقديّ ؟
النصّ الأدبيّ هو فعاليّة إبداعيّة يقوم بتشكيله الخيال من خلال تجربة الفعاليّة , إذاً فالنّص الأدبيّ ينطلق من الخيال والتجربة الانفعاليّة .
أمّا النّص النقديّ فهو يقدّم معرفةً , ويقوم على التّفسير والتّعليل والتّحليل لهذا التّشكيل من الأدب .
ولابدّ من الإشارة إلى أنّنا عندما نتناول نصّاً نقديّاً يجب أن ننطلق من النصّ نفسه , نفسّره ونحلّله ونعيد صياغته من جديد .
فالتّحليل النّقديّ أوّلاً وأخيراً يقوم على معايشة النصّ ذاته وإحيائه .
وفي أيّ نصٍّ نقديّ حتّى نتّبع طريقةً سليمةً في التّحليل يجب علينا أن نجيبَ على الأسئلة التّالية :
من ؟ متى وأين ؟ ماذا ؟ لماذا ؟ كيف ؟ هل ؟ من قال هذا النصّ ؟ من هو المبدع ؟ متى قيل هذا النصّ وأين ؟ لأنّ مناسبةَ قول النصّ تساعد على الدّخول في عالم النصّ .
ماذا قال المبدع ؟ أيضاً يدخل في عالم النصّ , لماذا قال ما قاله ؟ وما الذي دعاه لذلك ؟ كيف عبّر عن هذا الأمر ( التشكيل اللغوي والبيان والأسلوب ) ؟ وأخيراً هل نجح الكاتب فيما كتب ؟ هل نجح النّاقد فيما نقد ؟
إذاً هذه الأسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا عند تناول النصّ حتّى نكونَ أمامَ تحليلٍ نموذجيٍّ مفيدٍ .

ولابدّ من الإشارة إلى أنّ هناك عناصر للنصّ النقديّ يجب الانطلاق منها عند التحليل , أمّا ما هي هذه العناصر ؟
1. القضيّة .
2. المنهج .
3. اللغة النّاقدة .
القضيّة : القضيّة التي يدور حولهـا النصّ , وهي قضيّـة عامّة على سبيل المثال قضيّة ( السرقات الشعريّة ) , ثمّ ننتقل بعد ذلك إلى الأفكار الجزئيّة التي عرضها النصّ النقديّ , وكيف بنى هذه الأفكار ؟ وما طبيعة هذه المعالجة ؟
فلا بدّ من مناقشة هذه الأمور وإعادة صياغتها من جديد كوني ناقداً .
المنهج : ما هو المنهج الذي اتّبعه ؟ هل اعتمد على المنهج الوصفيّ أو التّفسيريّ أو التّأثيري ؟ هل قام على التّحليل والتّعليل والموازنة والمقارنة والتّنظير .
اللغة النّقديّة ( النّاقدة ) : ففي بعض الأحيان يعتمد النّاقد على لغة الحوار , أي يثير حواراً بينه وبين آخر , وهو أحد الأساليب التي يتّبعها النّقد لشدّ القارئ .
ما هي اللغة التي اعتمدها ؟ وما هي طبيعة هذه المصطلحات ؟ هل فسّر المصطلحات ؟ ما مصادر هذه المصطلحات ؟
أيضاً الشّاهد النّقدي : عندما يستشهد النّاقد على كلامه , لابدّ أن يشيرَ إلى الشّواهد التي استقاها , ما مصادر هذه الشّواهد ؟
في الإبداع الأدبيّ وفي كثيرٍ من الأحيان يقول الشّاعر قصيدةً مؤلّفةً من عشرات الأبيات ليقولَ كلمة واحدة , أي كلّ قصيدة قيلت لتبلّغنا عبارة , هذه العبارة هي المفتاح , وهنا يكمنُ دور النّاقد في ملاحظة هذه العبارة لتكونَ مفتاحه في تحليل النصّ وكشف جماليّاته .

وهناك أمور وأحكام يجب اتّباعها :
1. حضور المتلقّي : فالكلام موجّه , هل المتلقّي كان حاضراً أم غائباً أم وهميّاً ؟ وما دوره في توجيه النّقد ؟
هذا النّقد ابن بيئة يحمل طابع العصر , وما هي الأبعاد الفكريّة والدلاليّة لهذا العصر الذي عاشه النّاقد ؟ هل كان ناقد عصره وذاته أم كان صدًى للقدماء ؟
هل جاء بجديد ؟ وهل كانت آراؤه تحملُ نزعاتٍ تجديديّة ؟ كلّ هذه الأمور يجب أن نتناولها في النصّ النّقدي .
2. الذاتيّة والموضوعيّة : هل كانت أحكامه ذاتيّة أم قامت على أسسٍ موضوعيّة تعتمد التّعليل والتّحليل والتّفسير ؟ وهل كان النّاقد أصيلاً أم صدًى للآخرين القدماء ؟ وهل نجحت هذه العناصر في إسباغ الصّفة الأدبيّة على النصّ ؟
3. شخصيّة الكاتب أو الدّارس وطريقته في اعتماد هذا النصّ وحضور النصّ , فللنصّ حضوره في هذا المجال .
بعد هذه المقدّمة , النّاقد الأوّل الذي سنقف عنده اليوم هو ( ابن سلاّم الجُمَحيّ ) .
سؤال : من هو ابن سلاّم الجمحي ؟ ( 139 – 231 هـ )
1. هو أبو عبد الله محمّد بن سلاّم بن عبيد الله بن سالم الجمحي , وُلِدَ في البصرة سنة تسعٍ وثلاثينَ ومائة , وتوفي في بغداد سنة إحدى وثلاثين ومئتين أو اثنتين وثلاثين ومئتين .
2. من شيوخه : الأصمعيّ , وبشّار بن برد , والمفضّل الضبيّ , ومن روى عنه ثعلب والرياشيّ والمازنيّ .
3. كتابـه : طبقات فحول الشّعراء , في هذا الكتاب جمع أخبار فحول الشّعر في الجاهليّة والإسلام , مفهوم الفحولة أوّل من جاء به ابن سلاّم , ويعني بذلك تقديم شاعرٍ على آخر , وتقديم الشّاعر على غيره , يقوم على أسس هذا الكلام , وسندرسه بالتّفصيل مع الدّكتورة ( جهاد رضا ) .
4. تعدّ مقدّمة كتابه من أوّل ما دوِّنَ من نظرات نقديّة عند العرب , فهو خلاصة ما قيل في شعر الجاهليين والإسلاميّين حتّى عهده , جمع فيه الآراء المبعثرة التي قيلت في الشّعر والشّعراء , ولهذا كان أوّل من نظم البحث في النّقد .
5. كانت فكرة الفحولة مدار حديثٍ بين الأصمعيّ والسجستانيّ فطوّرها ابن سلاّم .
6. أهمّ الموضوعات التي تحدّث عنها في مقدّمته هي :
- تحرّي صحّة الشّعر المنقول , أي توثيق الشّعر ( فالشّعر فيه الكثير من الشّعر المنحول والموضوع ) , وتحقيق نصوصه .
- أسباب نحل الشّعر أو ضياعه .
- بواكير الشّعر العربيّ .
- علاقة الشّعر بالأخلاق .
- الشروط التي ينبغي توافرها في النّاقد وهي : الذّوق والدُرّبة والمِراس والمعرفة بصناعة الشّعر وثقافة اللسان .
ماذا يعني كلٌّ منها ؟
الذّوق : أي يمتلك النّاقد ذائقة نقديّة تقوم أساساً على قراءة الشّعر .
الدرّبة : أن يتدرّب على النّقد .
المِراس : أن يكون متمرّساً بصناعة الشّعر وعارفاً بالشّعر وأقوال الشّعراء .
فعلى النّاقد أن يُلِمَّ بكلّ هذه الأمور قبل أن يتصدّى لدراسة النّقد أو الشّعر .
7. من أهمّ مقاييس المفاضلة بين الشّعراء :
لماذا قدّم شاعراً على آخر ؟ وما هي المقاييس التي اعتمدها؟ للإجابة نقول : لقد اعتمد على ثلاثة مقاييسٍ وهي :
- كثرة شعر الشّاعر .
- تعدّد فنونه الشّعريّة .
- الجودة والإتقان في صنعته .
غير أنّه غلّب الكثرة على الجودة , وفضّل الإجادة في الأغراض الشّعريّة المختلفة على الإجادة في غرضٍ واحد .
وسنقوم بدراسة بعض النّصوص النّقديّة منها :
النصّ الأوّل :
(( وفي الشّعرِ المسموعِ مفتعلٌ موضوعٌ كثيرٌ لا خيرَ فيه , ولا حجةً في عربيّته , ولا أدبٌ يُستَفَادُ , ولا معنًى يُستَخرجُ , ولا مثلٌ يُضْرَبُ , ولا مديحٌ رائعٌ , ولا هجاءٌ مقذعٌ , ولا فخرٌ معجبٌ , ولا نسيبٌ مُستَطرَفٌ .
وقد تداولَه قومٌ من كتابٍ إلى كتابٍ , لم يأخذوه عن أهل البادية , ولم يعرضوه على العلماء .
وليس لأحدٍ – إذا جمعَ أهلُ العلم والرواية الصّحيحة على إبطال شيءٍ منه – أن يقبلَ صحيفةً ولا يروي عن صحفيّ , وقد اختلف العلماء في بعض الشّعر , كما اختلفت في بعض الأشياء , أمّا ما اتّفقوا عليه فليس لأحدٍ أن يخرجَ منه )) .
إذاً نحن أمام نصٍّ نقديٍّ يتناولُ قضيّةً معيّنة , وفيه منهجٌ ولغةٌ وأفكار .
وقبل البدء بتحليله علينا أن نوردَ بعضَ الأسئلة المهمّة لتكون مفتاحاً للنصّ :
السؤال الأوّل : ما القضيّة التي يتناولها ابن سلاّم في هذا النصّ ؟
قضيّة الشّعر الموضوع .
السّؤال الثاني : ما هي الأفكار التي تضمّنها النصّ ؟
الشّعر المسموع فيه كثير من الوضع , والشّعر في عصر ( ابن سلاّم ) كان مشافهةً لذلك كثُرَ الموضوع فيه , وتداخل الرّوايات بين الرواة , واجتماع أهل العلم على رفض المنحول , والنّقاد هم أهل العلم , وتفضيل الشّعر المسموع على المكتوب , لأنّ المكتوب يكثر فيه التّصحيف , والشّعر المرفوضُ لا خيرَ فيه , ولا حجة في عربيّته .
وبعد أن تعرّفنا على القضيّة التي تناولها النصّ والأفكار المهمّة التي تضمّنها نعود لتحليل النصّ .
تحليل النصّ :
يدورُ النصّ حول قضيّة توثيق الشّعر ونقده , فلتوثيق الشّعر أهميّة بالغة قبل الانطلاق إلى إطلاق الأحكام سلباً أو إيجاباً على الكلام المنقود أو العمل المدروس .
وهكذا يكونُ التّوثيق جزءاً رئيسيّاً من عمل النّاقد , ويبدو من خلال هذا النصّ أنّ الشّعر في عصر ( ابن سلاّم ) كان مسموعاً متداولاً بالرواية أكثر منه مقروءاً , لهذا كثُرَ الموضوع والمفتعلُ فيه , ومثل هذا الشّعر فاسدٌ لا يُعتدُّ به .
فإذا ما سألنا النّقادَ عن الأسباب والمعايير التي انطلق منها في رفض ذلك الشّعر , وجدناه يحدّد هذه الأسباب في خمسةٍ :
الأوّل : أنّه لا حجةَ في عربيّته أي أنّ لغته ضعيفة .
الثّاني : أنّ معانيه مبتذلة , فلا أدب يُستفاد منه ولا معنًى يُستخرج ولا مثلٌ يُضرب .
والثّالث : يعود إلى عدم بلوغ الهدف في الغرض , فالهجاءُ غير مقذعٍ , والفخرُ غير معجبٍ , والنّسيب غير متطرِّفٍ .
والرّابع : يعود إلى كونه منقولاً عن كتابٍ لا بالرواية , إذ تكثر في المكتوب التّصحيفات والأخطاء , فلا يُعتدُّ به .
الخامس : أنّ هذا الشّعر غير معروضٍ على العلماء , من نقّاد الشّعر والسّالكين في مضايقه .
أمّا معايير قبول الشّعر بالنسبة إلى ما تقدّم , فلم يذكرها ( ابن سلاّم ) , وإنّما نستنبطها ممّا عرضه في أسباب الرّفض .
فمعايير القبول هي ما خالفَ ما ذُكر من أسباب , وخلاصتها أن يكون الكلام فصيحاً , يُستفاد منه معنًى وأدباً , بلغ الهدف في غرضه , منقولاً بالرواية , معروضاً على العلماء , مُعترفاً بتقدّمه من النقّاد .
إنّ في موقف ( ابن سلاّم ) تجليّاً واضحاً للصراع بين البادية والحاضرة , بين المنقول بالرواية وبين المنقول عن صحيفة , بين المطبوع والمصنوع .
وهو صراعٌ حكمَ الأدب والنّقد وترك أثره واضحاً في بنية العقليّة العربيّة ....
النهاية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
farah chafika
farah chafika


عضو جديد
عضو جديد


الجنس الجنس : انثى
مسآهمآتے مسآهمآتے : 1
التقييم التقييم : 0

المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية    المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية  Emptyالإثنين 3 يوليو 2017 - 20:18

merci bq
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المحاضرة الأولى في النقد القديم** سنة ثانية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» سؤال وجواب على قضايا النقد - مجموعة من الأسئلة على قضايا النقد
» المحاضرة الإعجازية.
» المحاضرة الرابعة في البلاغة (السنة الثانية)
» المحاضرة الثالثة في البلاغة(السنة الثانية)
» إجعلي من حذائك القديم حذاءا عصريا راقيا...



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التعليم الشامل :: الـتـعـلـيـم الـجـامـعـي ::  الـــمـــدارس الــــعلــــيـــــا :: المدرسة العليا للأساتذة Les Écoles Normales Supérieures :: تخصص أدب عربي (المدرسة العليا للأساتذة) :: الـتـعـلـيـم الإبـتـدائـي-