فلابد من علم، والعلم من يدعو عن جهالةٍ لا ينفع، لابد من علمٍ معك لكي تدعو الناس على بصيرةٍ، ولابد من عملٍ، ولابد من دعوةٍ، وصبرٍ على ذلك، ورغبة في ما عند الله من الثواب العظيم، [size=18]فأنبياء الله قص الله علينا قصصهم، وبين أحوال أنبياء الله، وما أصابهم من مصائب، قال -جلَّ وعلَا: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ [غافر: 78
وقال: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ولَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ ﴾ [الأحقاف: 35]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ [الأحزاب: 69].

فنسأل الله التوفيق والسداد، أن استفدنا من درسنا هذا، أن هذه المادة -الأصول الثلاثة-رسالةٌ نافعةٌ، مفيدةٌ، مختصرةٌ، مدعمةٌ بالأدلة من الكتاب والسنة، يسهل حفظها، والنظر فيها، فليقرأها المرء بتأمل وتدبر؛ ليعلم ويعمل، ويدعو على علم وبصيرة، ويصبر على ذلك، ويوصي غير بهذا، وصلى الله وسلم على محمدٍ.
هذا درس ألقاه سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في موقع البناء العلمي.

[/size]